من أناشيد الأطفال

لكل شعب من الشعوب عاداته وتقاليده .. لا بل لكل منطقة أو ولاية أو عشيرة تقاليدها الخاصة بما في ذلك حكاياتها .. وقصصها وأمثالها وأناشيد أطفالها.
وفي ميسان تزخر الذاكرة ببعض الاناشيد التي كان ولا يزال يرددها الاطفال والتي حفظنا بعضا منها في طفولتنا ولا زالت بعض من بقاياها خالدة في ذاكرتي...
هنا بعض من تلك الاناشيد ربما هي غير كاملة أو ممزوجة ببعضها
...
الغاية أن أقول لكم إخوتي الافاضل : أكتبوا ما بقي في ذاكرتكم قبل أن يطويه النسيان فيذهب تراثنا العريق هباءا منثورا ... أكتبوا ولو سطرا واحدا مما في ذاكرتكم قانكم ستساهمون جميعا في خلوده واطلاع ابنائكم عليه ... أرجوكم أكتبوا ما لديكم اليوم وليس غدا

أنشودة أهل السمج:

يبزين يبزين ..1
هزّي إذويلج 2
ذوله أهل السمج جَو.. 3
كومي تلكيهم ... وأخذي صداريهم
.
********

1: يعني يا بزون يا بزون ... وهو مصغر القطة.
2: ذويلج ... مصغر ذيلج أي ذيل القطة.
3: أهل السمج : صيادو الاسماك ... جَو : أتوا
والانشودة تتحدث عن حب القطط للاسماك ... وتوثق لصيد الاسماك في أهوار وانهار ميسان التي تعتبر أسماكها ألذ الاسماك ليس في العراق فحسب ... بل في كل العالم!!
****************
إنشودة يمَه يخيريَّه

يمَّه يخيريَه ... هدّي الخضيرية ..1
خليها تكبر ... وتلاجي العسكر ..2
عسكر ( افريجاوي ) .. وأكله اخضيراوي ..3
********
1: يمَّه : يا أمي .. يخيريَّه : يا خيرية ... هدّي : أطلقي ... الخضيرية : جمع الخضيري وهو طير مشهور من صنف البط جميل المنظر ( ذكر ) يكثر في أهوار ميسان.
2: تلاجي : تلاقي أي تستقبل ... العسكر الرجال المسلحين بالنادق
3: فريجاوي اي فريجي ... ربما في العشائر الاخرى تستبدل بأسم العشيرة المعينة.
الأنشودة تتحدث عن صيد الطيور بالبنادق التي يحملها الرجال المسلحون في ميسان.
*********************
أنشودة يكويمة السرجين

يكويمة السرجين ...1
عليش تحترجين ...2
جوج ... حمد وابنه ...3
ناموا على التبنه ...4
طاح التفك بيهم ... 5
زرَّف خصاويهم 6
*********
1: يكويمة : يا كومة أي يا تل أو مجموعة ... السرجين : روث الابقار والجاموس
2: عليش : لماذا ... تحترجين : تحترقين
3: جوج :جاؤك ِ .. أي أتوا اليك
4: التبنة : تل التبن وهو ما يخرج من الحبوب بعد دياستها.
5: طاح : وقع ... التفك : رصاص البنادق
6: زرَّف .. أي ثقَّب.

تؤرخ الانشودة ل ( كومة السرجين ) وهي ما يجمعه النساء من روث الحيوانات وهوغني بالكاربون وبقايا النباتات فيعملن منه أقراصا مدورة قطرها حوالي 20 سم .. يسمونا ( مطّال ) يستعملونها في اشعال النار لكل أنواع الطبخ والخبز والدفء في الشتاء ... وهذا من ذكائهم وفطنتهم إذ يحولون هذه الفضلات الضارة الى منافع اقتصادية وطاقة رخيصة

هي بحاجة الى الدراسة اليوم للاستفادة منها في وقت ترتفع فيه اسعار الوقود مهما كان نوعه.
كما تتحدث عن الحرائق التي يمكن أن تحدث في تلك الأكوام بدون سبب واضح في فصل الصيف عند ارتفاع درجات الحرارة ... فهم لا يعلمون لماذا تحترق لوحدها دون أن تصلها نار ... والسبب في رأيي هو تولد غاز الميثان من الروث الرطب وهو سريع الاشتعال .. مثلما تحترق مجاميع النفايات الان في كثير من المناطق الحارة...
أما ناموا على التبنة : فان مجاميع التبن العاليه تكون بعيدة عن الارض الرطبة .. وهي باردة فيلجأ الناس الى النوم عليها في الصيف بعد الحصاد ليلا ... وبذلك يكونون أكثر عرضة لمخاطر الرصاص الذي يطلق عشوائيا ... ( حسب إعتقادي )
لكم تحياتي
هاشم الفريجي