العودة الى الاهوار / كافن يونغ 1989م

العودة الى الاهوار
========
يتصدر هذا الكتاب اهداء تقدم به المؤلف إلى أصدقائه من الفلاحين والصيادين والشيوخ والسادة الذين التقاهم وعاش معهم تجربة زياراته إلى الاهوار، عجرم بن حسين ابو السوف وحسن بن مناتي وجثير الفريجي وسيد سروط وفالح بن مجيد الخليفة وسواهم ممن ترد اسماؤهم في قائمة الاهداء الطويلة. الكثير من تلك الأسماء لا تمثل شيئاً في ذاكرة القراء الذين وضع الكتاب لهم. لكنهم الخزين الأساس الذي انطلقت منه فكرة الكتاب، وقبلها تجربة المؤلف في عالم الأهوار المدهش.
يقول كافن يونغ في معرض وصفه لكتابه (العودة إلى الأهوار) انه كتاب شخصي بالدرجة الأولى واعتبره نوعاً من التخليد لأصدقائي عرب الأهوار. ونستطيع ان نتفهم مغزى الاشارة إلى محاولة التخليد هذه، حين نعرف ان يونغ لم يشرع في تأليف الكتاب إلا بعد زيارته الأخيرة للأهوار أواخر الثمانينيات، مستعيداً عبره زياراته الأولى في الخمسينيات، ومن ثم زيارته الأهوار عام 1973. فالزيارة الأخيرة جاءت بعد الحرب العراقية الإيرانية، وبعد وقوفه على فاجعة تجفيف الأهوار، وخشيته من تعرض السكان الذين عاش معهم من قبل للإبادة. ويستطيع القارئ ان ينتبه إلى الحذر الشديد الذي يسرب من خلاله مخاوفه وقلقه على الطبيعة والسكان، حين يكتب فصول الكتاب الأخيرة. لم تكن دوافع ذلك الحذر بالشخصية ولكن الحذر والخوف كانا على أصدقائه من عرب الأهوار القابعين تحت قبضة السلطة وقت تأليف الكتاب. لقد اضطر يونغ، كما هو واضح، إلى اختيار اشارات مغلقة تعبر عن قلقه وحزنه، يقول يونغ: ستشهد حياة عرب الأهوار تغييراً خلال وقت قصير، لكني أتمنى ان يجري احترام طريقتهم في الحياة وحمايتها من الاستئصال المفاجئ، لأن ذلك سيقتل أجمل ما فيهم، وبما ان ذلك ممكن الحدوث فلربما يكون من الأنسب ان اختتم هذا بالدعاء بان يحتفظ احفاد السومريين العظام ومحاربي الصحراء جنود خالد بن الوليد بنقائهم الروحي العريق في القدم رغم عاديات الزمن.
كانت هذه المشاعر القلقة التي انتابت، المؤلف أواخر الثمانينيات مناسبة لتحرير الكتاب، وبالتالي حفظ انطباعاته وذكرياته عن الزيارات، الأولى في مطلع الخمسينيات.. بعد وضع الكتاب بعامين حدث طبعاً ما كان يخشاه يونغ، حين جففت الأهوار، وأبيد من أبيد من سكانها، وتم قسر الأحياء منهم على الهجرة ومغادرة المكان.
جاء كافن يونغ إلى العراق ليعمل كاتب حسابات لدى شركة شحن بريطانية في ميناء البصرة غير ان استغراقه في قراءة كتب المغامرات الصحراوية، حركت لديه الرغبة في اقتفاء أثر مواطنيه بروتروم ثوماس وجيرتود بيل وجون فيلبي تشارلس دوتي وويلفرد شيفر وكافن ماكسويل وسواهم، ولكن، وبدلاً من الانطلاق نحو الصحراء، اتجه إلى الأهوار في مصادفة نادرة لقد استغنى عن الجمل بالزورق.
=================
=================

أستاذي الفاضل مسكين الدارمي

لقد أثرت شجوني .. وأدمعت عيوني

وأنا أطالع ما جادت به قريحتك عن عالم جميل رائع تاريخي مبدع ثري معطاء ألا وهو عالم الأهوار ..
هذا الجمال بكل ما فيه .. من عطر الماضي وألق الحاضر .. وسمو المستقبل ,,
فينيسيا الشرق .. ميسان مملكة الماضي العريق ... والمستقبل المشرق .. بكل ألقها وأمجادها السومرية البابلية العربية الأصيلة ,, وأنهارها وأهوارها الجميلة التي كانت وما تزال .. وستبقى عصية على الطغاة .. وملاذا للمجاهدين الأباة فحين عجز النظام الدكتاتوري البغيض عن قتال ومواجهة أبناء ميسان خصوصا والجنوب عموما قرر طمس معالمهم وحضارتهم وموارد عيشهم وطمر أعظم مساحات مائية مليئة بالقصب والبردي في الأرض.. وجبايشها السومرية البابلية وطيورها العراقية والمهاجرة واسماكها النادرة .. وأهلها الاصلاء العرب النجباء بجرة قلم ظالمة جاهلة قذرة ...
فكان الله له بالمرصاد إذ ارسل عليهم جنودا لا قبل لهم بها .. وطمر ذكرهم ودمر وكرهم ويمكرون ... ويمكر الله .. والله خير الماكرين.

ومما يزيدني ألما .. أن أجد أن غيرنا من الناس .. ممن يعتبرهم البعض كفارا وطامعين ومحتلين .. يهتم بتراثنا ويقدر أمجادنا ويحترم حضارتنا ويعطينا حقنا ويدافع عن مظلوميتنا في حين .. يقف بعض العرب والعراقيين ضدنا ويتمنون زوالنا ويصفوننا بما لا يليق بنا حسدا لماضينا وتراثنا وألقنا وكرها لمعتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا ..
وصدقني أخي الفاضل أن بعض أساتذة الجامعات العراقية الذين لا يعرفون أنني من أهل ميسان يتحدثون عنا وعن أهل الجنوب عموما بما لا أفضل نقله لكم .. ويصفوننا بالشروك .. القذرين ال ...
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على الحر من وقع الحسام المهند

لك خالص ودي وتقديري

» العودة الى المعجزة الكورية
» عرب الاهوار الضيف والشاهد / سهر العامري