من رجال الفريجات

بسم الله الرحمن الرحيم

الاستاذ الدكتور حيدر الفريجي

شكرا لك لهذا المقال المهم الذي فتح باب رجال الفريجات على مصراعيه

وشكرا للأخ أبو نور الذي ذكر أسباب عدم ذكر لقب الفريجي ..

وأضيف هنا أيضا ما يلي:

أن من أهم أسباب غياب لقب الفريجي عن الساحة السياسية والتجارية
والادبية وغيرها من النشاطات عبر الاربعين عاما الماضية هو بسبب كون
الفريجات يشكلون ملجأ وحاضنة لكل الحركات السياسية المناوءة للنظام
المقبور في أهوار الجنوب ومنها هور الفريجات .. حيث التجات اليهم
جماعات مسلحة مثل الشيوعيين والقوميين والمعارضين المستقلين ناهيك عن
نشاطات حزب الدعوة التي يشكل أفراد عشيرة الفريجات عددا كبيرا منها
وبذلك كان لقب الفريجي يشكل خطرا حقيقيا على كل من يحمله..
ففي النظام السابق لم أكتب لقبي أبدا وكنت أظهر بلقب ( الربيعي )
أو ( الغالي ) خوفا من الملاحقات الامنية ..
وفي التسعينات من القرن الماضي هاجمت قوات صدام عشيرة الفريجات في
هور الفريجات وألقت القبض على عدد كبير من الشباب بحجة أنهم (فرارية)
أي متهربون من الخدمة العسكرية ..
فما كان من رجال العشيرة الا أن هاجمو المدرسة في الهور وقاموا
باحتجاز المعلمين والمعلمات وأعلنوا العصيان بمن معهم من المعارضين
ولم تتمكن الدولة بكل امكاناتها من حل الموضوع فارسلوا مندوبا الى
كبار الفريجات في بغداد وبضمنهم الشيخ عبد هويت ووالدي وغيرهما للتدخل لحل الامور سلميا .. لان العشيرة مسلحة تسليحا جيدا وقريبة
من ايران وحتى كانت لديهم مدفعية وصواريخ صغيرة وهاونات بحيث
عجزت الدولة عن مطاردتهم .. وكان أهم سبب لتجفيف الاهوار هو وجود
العشيرة وغيرها من العشائر التي تضم المعارضين للنظام المقبور.

وعندما فتحت عيادتي أول مرة في مدينة الصدر عام 1988 كتبت الفريجي
وقد جاء لي شخص كريم ورجاني أن لا أكتب اللقب خوفا على حياتي ..
وقال بالحرف الواحد : انتم الفريجات طلايبكم هوايه ويومية عركة
وطلابة وانت دكتور شلك بهاي الطلايب .. كما تفضل الاخ أبو نور ..
وكان من بين الحاضرين أحد رجال البودراج أبو كاظم وهو رجل ختيار
صاحب محل تصليح اطارات في قطاع 71 قرب سوق العورة يعمل فيه أولاده فقال : انت بحماتيتنا ..
واكتب اسمك وعشيرتك وشحده اليوصلك .. هذا للتاريخ ..
وبقيت أكتب أسمي ولقبي منذ ذلك الحين حتى اغلاق العيادة عام 2009
وجميع الناس يعرفونني جيدا بالفريجي وأتذكر شخصين أخرين كان أحدهما صاحب محل
تصليح سيارات في بداية شارع الطالبية الذي يوصل الى مطعم هلي كان لقبه الفريجي أيضا وقد تعرفت عليه في وقتها
كما كان أحد محلات بيع الزوالي في منطقة الطالبية يحمل لقب الفريجي
أيضا ...
وفي عام 1983 كنت أمرا لإحدى وحدات الميدان الطبية .. في قاطع الفيلق الثالث وزارني ضابط أمن اللواء وكان من محافظة تكريت ويحمل لقب تكريتي وقد فاجأني لانه كان يعرف لقبي .. الفريجي .
وقال : إنه فريجي أيضا وقد قدمت عشيرته او أهله من ميسان الى تكريت
منذ زمن بعيد ... حتى غلب عليهم لقب تكريتي ..
وطبعا لم أصدقه في حينها .. لانه رجل أمن يتبع أساليب عديدة
ليطلع على أسرارك ..

وبعد سقوط النظام بدأ يظهر لقب الفريجات بشكل كبير وبامكانكم
البحث في شبكة الانترنيت للتأكد من ذلك.